كان معن الحاصباني جالساً مع أحد أصدقائه يرتجل نكاتٍ ساخرة من سياسة النظام في سوريا، فاقترح عليه ذلك الصديق أن يقوم بتسجيل هذه النكات ويحولها إلى مقاطع فيديو ثم ينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قام معن بتجربة الموضوع عبر كاميرا اللابتوب، ولأنه كان قد درس الإخراج السينمائي والتصوير والمونتاج في سنوات سابقة، لم يجد أية صعوبة في تحويل أفكاره الساخرة إلى حلقة مرئية، فارتدى شالاً وتناول الأرجيلة التي يحب تدخينها، وبدأ يسرد عباراته الساخرة بشكل ارتجالي، ثم نشر المقطع على صفحته الشخصية في فيس بوك بعنوان “الدكتور بشار الأسد”، وكانت النتيجة مذهلة، فقد وصل عدد المشاهدات إلى عشرين ألفاً خلال يومين، وشاركها الكثيرون على صفحاتهم.
معن الحاصباني (يمين) خلال إحدى حفلاته الغنائية في دبي، المصدر: صفحة المبدع، فيس بوك.
“نفس أرجيلة ممانع”، هو الاسم الذي قرر معن أن يُطلقه على حلقته التي تحولت إلى برنامج، يقوم فيه بتقمص شخصية رجل ممانع يدافع عن النظام بشكل ساخر، بقصد توضيح سذاجة المؤيدين بمختلف اللهجات السورية.



يعيش معن الحاصباني في بلجيكا، وهو حاصل على جنسيتها، وكان قد تابع نشاطه إثر علاجه في قضايا حقوق الإنسان وفضحِ ممارسات النظام، كما أنه درس علم النفس وذوي الاحتياجات الخاصة، وعمل لعشر سنوات في مجال استخدام الفن لعلاج الأطفال المعاقين، وهو متطوع في مبادرة العمل للأمل ، و”قوافل الإغاثة الثقافية” التي تنشط في المناطق السورية المنكوبة وفي مخيمات اللاجئين، وخلال السنوات الأخيرة أكمل دراسته للإخراج السينمائي والتصوير بقصد تطوير موهبته وتوظيفها في خدمة الثورة السورية، ومع أنه لم يعد إلى سوريا منذ خمس وعشرين سنة، إلا أن حلم العودة، وكما يختم حديثه لـ(حكاية ما انحكت) لم ولن يغادره.